لا تحكم وانت غضبان فالغضب حماقه

ساعات كتيره اوى بنغضب لدرجه اننا نتصرف تصرفات نندم علييها لدرجة ممكن نلاقى حد يقول انا لما باغضب معرفش انا باقول ايه ولا باعمل ايه ولا مين قدامى حتى لو كان ابويا

ان الغضب هو احد المشاعر الانسانية الطبيعية، فكما ان لدينا الحق بأن نضحك ونبكي فإنه من حقنا ايضا ان نغضب، ولكن المشكلة تكمن في التمادي فيه وفي الوسائل والطرق التي نقوم بالتعبير من خلالها عن غضبنا والتعامل معه
وانا صغيركان والدى رحمة الله عليه كان بيجيبلى قصص الاطفال عشان ااقراها فمنها قصص اثروا فيا اوى انا هاتكلم على واحده منهم فى الموضوع ده كان اسمها لاتحكم وانت غضبان كنت بافتكرها دايما

القصه هى ان امير خرج للصيد واخد معاه ببغاء دائما بياخده فى رحلاته للصيد الامير تاه فى الصحرا وتملكه العطش جدا وفى شدة عطشه وجد بئر ماء و كل مايحاول ان يشرب الببغاء يمنعه الى ان اشتد غضب الاميرمن الببغاء فضربه بسيفه وذهب للبئر ليشرب وجد ثعبان بينفث سمومه فى البئر رجع على الببغاء الذى انقذه من الموت وجده قد فارق الحياه

وفى قصه مشابهه ليها هى ان فلاح وزوجته وطفل لهما وجد الفلاح نمسا فجاء به الى البيت وقال لزوجته: سيصبح هذا النمس رفيقا لابننا، فخافت الزوجة على ابنها من النمس ، وفي أحد الايام خرجت الزوجة الى السوق لشراء بعض الحاجيات، وأوصت زوجها بالعناية بالطفل والحرص عليه من النمس ، لكن الزوج خرج من البيت ، وترك الطفل مع النمس ، ولما عادت الزوجة من السوق رأت النمس خارج البيت وفمه ملطخ بالدماء ، فتبادر اليها ان النمس قتل ولدها وهذه دماؤه على فم النمس، فقذفت النمس بالسلة وما فيها واسرعت الى داخل البيت فوجدت الطفل نائما في سريره وتحته ثعبان مقطع ، فركضت الى النمس في الخارج فوجدته قد فارق الحياة فندمت حيث لا ينفع الندم

اليقين

يقينى فى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني. قال: لا تغضب فردد مرارا قال: لا تغضب رواه البخاري فإن الغضب إذا ملك الإنسان كان الآمر الناهي له ولهذا قال الله سبحانه وتعالى في وصفه: وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ
فإذا لم يطع الانسان غضبه فيما يأمره به وسكن عنه الغضب كان كأنه لم يغضب

الغضب مفتاح الشر

كما قال تعالى: وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ

قال جعفر بن محمد: الغضب مفتاح كل شر
وقيل لابن المبارك: اجمع لنا حسن الخلق فقال: ترك الغضب

الغضب يعتبر مفتاح كل شر لانه بيخرج الانسان من طبيعته ويرتكب تصرفات اقل مايقال عليها تصرفات سيئة بهيمية مثل السب والقذف والضرب والاعتداء والاتلاف والطلاق وساعات الفاظ تؤدى للكفر بالله والعياذ بالله وطبعا ده كله بيكون له اثار سيئة على الفرد والمجتمع

قال عطاء بن أبي رباح: ما أبكى العلماء بكاء آخر العمر من غضبة يغضبها أحدهم فتهدم عمل خمسين سنة أو ستين سنة أو سبعين سنة ورب غضبة أقحمت صاحبها مقحما ما استقاله

المؤمن القوى هو الذى يملك نفسه عند الغضب ويكظم غيظه

ففي الصحيحين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب
وقال مورق العجلي: ما امتلأت غيظا قط ولا تكلمت في غضب قط بما أندم عليه إذا رضيت
قال رسول الله لأشج عبد القيس: إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة. رواه مسلم. ويستحب لمن نزل به الغضب أن يكظم غيظه ولا ينفذه
وقد ورد فضل عظيم لكظم الغيظ فى قول الله سبحانه وتعالى وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كظم غيظا وهو يستطيع أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره أي الحور شاء
وجاء رجل إلى سلمان رضي الله عنه فقال: يا أبا عبد الله أوصني قال: لا تغضب قال: أمرتني أن لا أغضب وإنه ليغشاني ما لا أملك. قال: فإن غضبت فاملك لسانك ويدك

ويجب ان نتحلى بالحلم ونراعى الله فى تصرفاتنا لان الحلم هى صفه محبوبة اللى الله سبحانه وتعالى
قال الحسن: أربع من كن فيه عصمه الله من الشيطان وحرمه على النار من ملك نفسه عند الرغبة والرهبة والشهوة والغضب

فحين يغضب المرء دفعه الشيطان على تنفيذ غضبه ولو كان محرما فيجب ان لا نتبع خطوات الشيطان وان لا نعطيه مدخل الغضب ليستولى على انفسنا وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو: أسألك خشيتك في الغيب والشهادة وكلمة الحق في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى. رواه النسائي

قال تعالى: قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ
وقالت عائشة رضي الله عنها: ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها متفق عليهوفي صحيح مسلم: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده، ولا امرأة ولا خادماً، إلا أن يُجاهد في سبيل الله
وكان صلى الله عليه وسلم حليما مع أهله وخدمه
قال أنس رضي الله عنه: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين ، والله ما قال أف قط ، ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا متفق عليه

كيف يمكن التعامل مع الغضب اذا وقع بنا

التعوذ بالله من الشيطان الرجيم

ففي الصحيحين عن سليمان بن صرد قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس وأحدهما يسب صاحبه مغضبا قد احمر وجهه
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

تغيير الحال التي كان عليها وقت غضبه

فقد أخرج أحمد من حديث أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع

السكوت عن الكلام

فقد أخرج أحمد من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا غضب أحدكم فليسكت قالها ثلاثا

الوضوء

فقد أخرج أحمد عن عطية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ

ذكر الله

من التسبيح والتهليل وتلاوة القرآن قال تعالى: أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ

التفكر في خطورة الغضب ومآله وعاقبته والآثار المترتبة على إنفاذه والعمل بمقتضاه

وهذا ما اثبته علم النفس حديثا حيث اكد على اهمية الراحة والاسترخاء وايجاد مكان هادىء لذلك تحت مسمى تهدئة النفس وهنالك ايضا ما يسمى بالوقت المستقطع ، حيث يعتمد الوقت المستقطع على اعادة التفكير بالامر ولكن بعيدا عنه، ويبدأ الوقت المستقطع بتعبير الشخص الغاضب عن غضبه ، اي يقول : انا غاضب الان ولا استطيع التحدث، ويأخذ بعدها الوقت الذي يريد للراحة والتفكير ثم يعود ليتحدث، ولكنه في هذه المرة يكون قد ارتاح وفكر فيما حصل مما يجعل الامور اسهل، وتتميز اكثر بالحوار والنقاش المعتدل وليس الغاضب

الغضبان يعاقب شرعا بما يصدر منه من أقوال وأفعال محرمة من سب ولعن وخلافه
فيجب ان يتجنب الانسان الوقوع في الغضب ابتداء أو يقلل منه وذلك بأن يعمل بالأسباب التي توجب حسن الخلق من الحلم والكرم والحياء والتواضع وكف الأذى والصفح والعفو وغير ذلك فإن الشخص إذا تحلى بذلك لم يحصل منه الغضب عند وجود أسباب هو أن لا يعمل بمقتضى الغضب إذا وقع فيه بل يجاهد نفسه على ترك ما يأمر به الغضب