مسلسلات رمضان وحالو ياحالو

استفزنى اوى ان من قبل رمضان مايبتدى بوقت كبير اعلانات كتيره وبشكل مستفز عن المسلسلات والبرامج الجديده على جميع القنوات والفضائيات والمره دى مش مسلسل واحد ولا اتنين لا عدد كبير بيتعدى الاربعين مسلسل غير اضعاف العدد من البرامج وكأن رمضان مش شهر الصوم والتقرب لله تعالى واغتنام ليلة القدر لا ده شهر المسلسلات والبرامج فتحول شهر رمضان الى موسم عرض المسلسلات والبرامج الجديدة

لدرجة انى متاكد ان وراء ذلك غرض خبيث وهو تضييع وقت المسلم وتضييع شهر من افضل شهور السنه عند المسلم

فالغزو الإعلامي المكثف حول كثير من بيوت المسلمين إلى مرتع مفتوح لدعاة الشر و الفساد و زاد تعلق الناس بالشاشات و ما يعرض فيها حتى أنها دخلت في تنظيم أوقات حياتهم و تربية أفكارهم و تغيير معتقداتهم و توجيه

صغارهم لما تحتويه من افكار مسمومة وسخيفة وفى بعض الاحيان افكار مخالفه لدين الله تعالى

و قد يطول زمن الجلوس في بعض البيوت أمام الشاشات إلى ساعات طويلة لو جمعناها لكانت ايام وشهور وسنين و هكذا يفقد كثير من الناس ما هو أغلى من الذهب و الفضة و أكثر فائدة و أعظم أثراً .. ألا وهو الوقت

اليقين

لم يعرف التاريخ دين اهتم برعاية الزمن وصيانة الوقت مثل الاسلام

كما قال سبحانه وتعالى وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إبراهيم:33

كذلك فقد أقسم الله به في مطالع سور عديدة بأجزاء منه مثل الليل، والنهار، والفجر، والضحى، والعصر

كما في قوله تعالى : واللَّيْلِ إِذَا يَغْشى والنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى
وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ
وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ
وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِيْ خُسْر

ومعروف أن الله سبحانه وتعالى إذا أقسم بشيء من خلقه دلَّ ذلك على أهميته وعظمته وليلفت الأنظار إليه وينبه على جليل منفعته

وكذلك فى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم

ــ عن أبو برزه الاسلمي رضي الله عنه قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، علمه ما عمل به ؟ وعن ماله من أين أكتسبه وفيم أنفقه ؟ وعن جسمه فيما أبلاه ؟ )) رواه الترمذي

ــ عن أبن عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة ، والفراغ )) رواه البخاري

ــ عن أبن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أغتنم خمساً قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك )) رواه الحاكم في المستدرك

ــ عن أنس بن مالك رضي اله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة ، فأن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل )) مسند الإمام أحمد

و الإمام ابن القيم رحمه الله يبين هذه الحقيقة بقوله : وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم، وهو يمر مرَّ السحاب، فمن كان وقته لله وبالله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوباً من حياته... . فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة، فموت هذا خير من حياته

ويقول ابن الجوزي : ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويقدم فيه الأفضل فالأفضل من القول والعمل، ولتكن نيته في الخير قائمة من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل

وقال ابن القيم ايضا : "إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها

قال الحسن البصري : يا ابن آدم، إنما أنت أيام، إذا ذهب يوم ذهب بعضك

وقال ايضا : يا ابن آدم، نهارك ضيفك فأحسِن إليه، فإنك إن أحسنت إليه ارتحل بحمدك، وإن أسأت إليه ارتحل بذمِّك، وكذلك ليلتك

وقال : الدنيا ثلاثة أيام : أما الأمس فقد ذهب بما فيه، وأما غداً فلعلّك لا تدركه، وأما اليوم فلك فاعمل فيه

وقال عمر بن عبد العزيز :إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما

وقال السري بن المفلس : إن اغتممت بما ينقص من مالك فابكِ على ما ينقص من عمرك

يقول أحد الصالحين : أوقات العبد أربعة لا خامس لها: النعمة، والبلية، والطاعة، والمعصية . و لله عليك في كل وقت منها سهم من العبودية يقتضيه الحق منك بحكم الربوبية : فمن كان وقته الطاعة فسبيله شهود المنَّة من الله عليه أن هداه لها ووفقه للقيام بها، ومن كان وقته النعمة فسبيله الشكر، ومن كان وقته المعصية فسبيله التوبة والاستغفار، ومن كان وقته البلية فسبيله الرضا والصبر

وباقول لكل مشاهدى المسلسلات وإضاعة الوقت أن جريمة قتل الوقت وتبذيره من أخطر الجرائم وأشدها فتكاً بالأفراد فيجب ان تتقوا الله قبل أن تحل بكم ساعة الاحتضار وتوسيد الثرى والعرض على الجبار جل جلاله حين يتمنون العودة ليعملوا ولو حسنة واحدة ولكن هيهات

حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ