حلــم

كل يوم نتابع فى التلفزيون التقارير التى تنقل لنا معاناة الشعب الفلسطينى وحصار اهل غزه ونقص الوقود و انقطاع

الكهرباء ونقص الدواء وتوقف المخابز وتفاقم العجز في الإمدادات الضرورية وحال اطفال غزة وسكانها العزل
وماتمارسه اسرائيل من العقوبة الجماعية التى تعدتها بكثير لتصل الى مرحلة الإبادة الجماعية
وماوصل اليه حال العرب والمسلمين من ذل وهوان

فاغلقت التلفزيون واغمضت عينى وحلمت

حلمت بكل حاكم عربى مسلم بيكنز من اموال المسلمين بحق او بدون حق او اخر يضع ابنه فى حجره ليطلقه على شعب

بلاده ويورثه الحكم من بعده او اخر ضعيف خاضع لكل مايؤتمر به من اعداء الدين لخوفه على حكمه او اخر غائص فى

شهواته وحبه للحياة الدنيا او اخر خائن لا يستحى ولايخجل من موقفه حلمت بكل هؤلاء الحكام يفيقوا من حبهم للحياة

الدنيا ويبتغون مرضاة الله ويرفعون راية دينهم الاسلام

حلمت باتصلات مكثفة بين الملوك والحكام العرب والمسلمين وبحث ما يجب عمله لاغاثة اهل غزة

حلمت بقوافل اغاثة فوريه من كل بلاد المسلمين حتى لا يتم ابادة الشعب الفلسطينى

حلمت بخروج سكان غزه انفسهم عن بكرة ابيهم لاستقبال قوافل الاغاثة والتصدى لجنود اليهود من منعهم من استقبال

القوافل وعدم مكوثهم مكانهم خاضعين مزلولين منتظرين لما يفعله الاخرين

حلمت بعقد قمة عربية وقمة اسلامية فورية وارسال انذار شديد اللهجة لقادة اسرائيل وكل من يساعدها ويستبيح دماء المسلمين

حلمت بموقف واضح وصريح من كل القوى الاسلامية وخاصة العربية منها ضد اعداء الاسلام

حلمت بخروج كل جنود اعداءنا اعداء الله الذين يدنسون ارضينا باقدامهم واغلاق او تدمير قواعدهم فى بلادنا

حلمت بغلق كل بلادنا سمانا ومياهنا حتى هوانا الذى نتفسه فى بلادنا وغلق قناة السويس على اسرائيل وكل من

يساعدها وان تكون مياهنا مغرقه وسمانا محرقه وهوانا مسمم لكل اعداء الاسلام والمسلمين

حلمت بمنع بترول وغاز وثروات اراضى بلاد المسلمين من الوصول الى اعداءنا وحرمانهم حتى يعيشوا فى نفس الظلام الدامس الذى يريدون لنا العيش فيه

حلمت برجوع كل رجال الاعمال العرب والمسلمين وبسحب كل الاموال العربية والاسلامية من الخارج واستثمارها فى بلاد العرب والمسلمين ويعم الخير بلاد المسلمين

حلمت برجوع كل علماء العرب والمسلمين بلادهم واخذ حقنا فى استخدام التكنولوجيا الحديثة واستخدام الطاقه النووية ونشر علمهم وخبراتهم فى بلادهم بلاد العرب والمسلمين

حلمت بكل مسلم رجع الى دينه وربه وعرف حدود الله فرفع الذل والهوان عن المسلمين ورجع للاسلام قوته وعزته

اليقين

يقينى هنا ان الرجوع الى الله تعالى وديننا الاسلام هو الطريق لرفع الذل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

أخرج أبو داود وغيره من حديث عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- الصحيح بطرقه عن النبي صلى الله عيه وسلم: إذاتبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم

فالإعراض عن الدين سبب مباشرٌ للذل والهزيمة
عن جبير بن نفير قال: «لما فتحت قبرص فُرِّق بين أهلها فبكى بعضهم إلى بعض، ورأيت أبا الدرداء جالسا وحده يبكي!! فقلت: يا أبا الدرداء ما يبكيك في يوم أعزّ الله فيه الإسلام وأهله؟! قال: ويحك يا جبير!! ما أهون الخلقِ على اللهِ؛ إذا هم تركوا أمره، بينا هي أمة قاهرةٌ ظاهرة لهم الملك، تركوا أمر الله؛ فصاروا إلى ما ترى

فإذا انهزم المسلمونَ وأصابهم الذّل، ووقعوا في الفتنةِ؛ فعليهم أن يتهموا أنفسهم
قال سبحانه وتعالى
أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ -آل عمران:165

فان الله سبحانه وتعالى لا يسلب نعمه من قوما قد انعم بها عليهم الا اذا ارضوا ما من الله عليهم من ايمان وهداية

قال سبحانه وتعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ -الأنفال:53

وكذلك لا ينزع عنهم الذل إلا إذا غيروا ما بأنفسهم

قال سبحانه وتعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَال - الرعد:11

فالتغيير يبدا من النفس و من يعجز عن تغيير نفسه فلن يستطيع أن يغير أمته

واخيرا يجب علينا مساعدة اهل غزه

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "المؤمن للمؤمن كالبنيان يَشُدُّ بعضُه بعضاً – وشبك بين أصابعه" متفق عليه

قال الله تعالى : "من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة ، والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون"